اتخذت مصر خطوة جديدة للتوصل إلى استقرار دائم في قطاع غزة وإحلال السلام بين الفصائل الفلسطينية المتصارعة وإعادة توحيد الفلسطينيين. وذلك لتهيئة الأجواء للوصول إلى السلام الذي يرغب فيه الجميع ، باستثناء بعض الأطراف التي تسعى إلى فرض رؤيتها المتطرفة وجعل نفسها قوة إقليمية رغم افتقارها للقدرات للقيام بهذا الدور.
من المعروف أن الفصائل الفلسطينية في قطاع غزة أعلنت عزمها إعادة تفعيل المسيرات الشعبية قرب الحدود الإسرائيلية ، كأسلوب جديد للمواجهة للضغط على حكومة نفتالي بينيت لتنفيذ التفاهمات التي تم التوصل إليها بعد وقف الأعمال العدائية في أيار الماضي. .
تهدف المبادرة المصرية الجديدة إلى وقف الأعمال العدائية ، وفتح المعابر بين إسرائيل وغزة ، والسماح بدخول جميع أنواع البضائع والمساعدات الدولية إلى غزة لتسهيل عملية إعادة الإعمار في القطاع ، وذلك مقابل التزام الفصائل الفلسطينية بذلك. ضمان الهدوء على حدود اسرائيل.
كما تهدف المبادرة المصرية إلى إحراز تقدم في ملف تبادل الأسرى بين الإسرائيليين والفلسطينيين وفق جدول زمني محدد ، على أن يتوازى هذا الملف مع الإجراءات المذكورة أعلاه.
ولتفعيل هذه المبادرة ، ترأس رئيس المخابرات العامة المصرية ، عباس كامل ، وفداً إلى إسرائيل ، حيث التقى بينيت لمناقشة تلك الآليات ، بالإضافة إلى تفعيل التواصل مع السلطة الفلسطينية. كما دعا رئيس الوزراء الإسرائيلي لزيارة القاهرة ولقاء الرئيس عبد الفتاح السيسي.
وأكد ما نشرته وسائل إعلام إسرائيلية أن عباس بحث الأوضاع الأمنية في قطاع غزة وعملية إعادة الإعمار.
وفي رد فوري زار القاهرة وفد أمني من تل أبيب. وتشير المصادر إلى أنها تهدف إلى وضع جدول زمني لتنفيذ الإجراءات المتفق عليها ، بما في ذلك تبادل الأسرى ، على أن تعرض هذه الملفات على حركة حماس عند زيارتها للقاهرة.
ويرى مراقبون أن هذه المبادرة جاءت في اللحظة الأخيرة لإنقاذ قطاع غزة من مواجهة عسكرية أو توترات أمنية أخرى.
لم تتأخر مصر في دعم أي قضية عربية ، حتى قبل أن تكون هناك مظلة لنظام عربي شامل ، أي جامعة الدول العربية. كان الدور المصري مهما في كل الحروب والصراعات منذ بداية القرن الماضي حتى عندما كانت تحت الاحتلال البريطاني.
ودائما ما تضع مصر القضية الفلسطينية على رأس أولوياتها ، خاصة منذ تولي الرئيس السيسي منصبه. بالإضافة إلى ذلك ، تلعب مصر دورًا إنسانيًا من خلال فتح معبر رفح الحدودي لتقديم العلاج الطبي للفلسطينيين بالإضافة إلى المساعدات الغذائية والطبية.
وأكدت مصر في مختلف المحافل الدولية أن المنطقة لن تشهد استقرارا دون إيجاد حل للقضية الفلسطينية وإقامة دولة فلسطين المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية.
أثبتت أزمة غزة الأخيرة للجميع أن أي اتفاق لوقف إطلاق النار بين غزة وإسرائيل لن ينجح بدون الوساطة المصرية. هذا هو الدور المصري الذي لا يمكن مقارنته بأي مساعي أخرى لا تسعى إلا إلى استخدام القضية الفلسطينية لتحقيق مصالح شخصية.
د / حاتم صادق أستاذ بجامعة حلوان
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق