
عابرة للقارات وقادرة على حمل 16 قنبلة نووية، فما مميزات قاذفة بي-2 الأمريكية؟
ربما يضمن لقب "الشبح" جذب الاهتمام نحو طائرة "بي-2" والشعور بهيبتها، لكن الاطلاع على بعض من مميزاتها الفريدة يثير دهشة أكبر بقاذفات نفّذت تدخلاً أمريكياً لافتاً في إيران حبس أنفاس العالم منذ أيام.
سبع طائرات (B-2 Spirit) قطعت محيطاً وبحراً ومرت بثلاث قارات، ونفذت عملية "مطرقة منتصف الليل" وهي تحمل 14 قنبلة من طراز "" تملكها الولايات المتحدة فقط، لتستهدف ثلاث منشآت نووية إيرانية، ثم عادت إلى قواعدها بسلام.
يقول رئيس هيئة الأركان المشتركة للجيش الأمريكي، الجنرال دان كين، واصفاً الضربة "كانت هذه أكبر ضربة عملياتية لطائرة بي-2 في تاريخ الولايات المتحدة وثاني أطول مهمة لطائرة بي-2 على الإطلاق".
سابقاً، حلّقت طائرة بي-2 في واحدة من أطول مهامها حتى الآن من قاعدة وايتمان الجوية في ميسوري إلى أفغانستان وعادت.
الميزة الشبحية وحمل أثقل القنابل
تتمتع الطائرة بالقدرة على حمل أثقل القنابل الأمريكية، من بينها القنبلة جي-بي-يو-57 القادرة على اختراق التحصينات.
الأكثر قراءة نهاية
وهي عبارة عن رأس حربي يزن 30 ألف رطل (13607 كلغ) قادر على اختراق 200 قدم (61 متراً) تحت الأرض قبل الانفجار.
تعد القاذفة بي-2 أحد أكثر الأسلحة الاستراتيجية تطوراً لدى الولايات المتحدة.
بشكل عام، تتميز بقدرتها على اختراق الدفاعات الجوية المتطورة وتوجيه هجمات دقيقة ضد أهداف محصنة مثل شبكة منشآت الأبحاث النووية الإيرانية الواقعة تحت الأرض.
وهي قادرة على حمل ذخائر تقليدية ونووية.
تتمتع هذه الطائرات بالقدرة على التخفي لتجنب اكتشافها من قبل رادارات الدفاع الجوي، واختراق الدفاعات الأكثر تطوراً.
يقول المحلل الأمني الأمريكي باري دوناديو لبي بي سي، إن "أهم عنصر في طائرة بي-2 هو قدرتها على التخفي والتهرب من معظم أنظمة كشف الطائرات. كما تُعد هذه الطائرة بالغة الأهمية لقدرتها على حمل ذخائر نووية دون أن تُكتشف".
تشمل تقنية التخفي في الطائرة موادّ تمتص موجات الرادار وميزات تصميمية تقلل من رصدها من قبل أنظمة الدفاع الجوي المعادية.
وتقول تقارير إن ظهور الطائرة على شاشة الرادار يشبه رصد طائر صغير مما يجعلها غير مرئية تقريباً لأجهزة الرادار التقليدية، بحسب رويترز.
"لم أرَ شيئاً كهذا من قبل"
يصف دوناديو لبي بي سي اليوم الذي كان فيه من المكلفين بحماية إحدى طائرات بي-2 في قاعدة ستيوارت الجوية في نيويورك، عندما كان يخدم في الحرس الوطني الجوي لنيويورك.
"قضيتُ معظم ذلك اليوم واقفاً تحت جناحها برفقة ضباط آخرين.. كانت تلك أول مواجهة لي مع طائرة شبح. كانت الطائرة ملفتة للنظر، وإنجازاً هندسياً مذهلاً".
يضيف دوناديو "لم أرَ شيئاً كهذا من قبل. عندما تراها تُحلق نحوك، لا تبدو لك سوى كخط أسود في السماء".
وتالياً بعض الأرقام التي تصف الطائرة وقدراتها:
طاقم صغير وعنصر من الثالوث النووي الأمريكي
يتكون طاقم الطائرة من طيارين اثنين فقط، طيار في المقعد الأيسر وقائد المهمة في المقعد الأيمن.
وتحتوي القاذفة على أربعة محركات من طراز جنرال إلكتريك.
ويبلغ طول الطائرة 20.9 متر (69 قدماً)، أما الارتفاع 5.1 متر (17 قدماً).
تُعد طائرة بي-2 عنصراً أساسياً في الثالوث النووي الأمريكي، وهي قادرة على حمل أسلحة نووية استراتيجية بدقة وتخَفٍ.
ويُمكن للطائرة حمل ما يصل إلى 16 قنبلة نووية من طراز بي-83، وفق رويترز.
ويشمل الثالوث النووي قدرات أي دولة على شن ضربات نووية في المجالات الثلاثة: البرية والجوية والبحرية.
19 طائرة فقط
عُرضت أول طائرة بي-2 علناً في نوفمبر/تشرين الثاني 1988، وصنعتها شركة نورثروب غرومان.
وكانت أول رحلة لها في 17 يوليو/تموز 1989.
ويبلغ عدد طائرات بي-2 الموجودة في أسطول القوات الجوية الأمريكية 19.
الولايات المتحدة أنتجت في تاريخها 21 طائرة، لكن طائرة دُمرت في حادث تحطم في قاعدة أندرسن الجوية في غوام بعد إقلاعها مباشرة في 2008.
وخرجت أخرى من الخدمة بعد تعرضها لأضرار في حادث تحطمٍ عام 2022.
- ؟
أهداف متعددة في وقت واحد
تستطيع القاذفة إصابة أهداف متعددة في وقت واحد بدقة عالية.
وتُوسع أسلحة المواجهة المشتركة مدى اشتباك الطائرة مع الحفاظ على خصائص التخفي أثناء الاقتراب.
تُوفر صواريخ المواجهة المشتركة جو-سطح (جيه.إيه.إس.إس.إم) قدرة على توجيه ضربات دقيقة بعيدة المدى بفضل خصائص تخفي الطائرة التي تتمتع بها.
ويُتيح الطراز المطور لصواريخ المواجهة المشتركة جو-سطح (جيه.إيه.إس.إس.إم-إي.آر) خيارات توجيه ضربات ضد أهداف على بُعد يزيد على 925 كيلومتراً من مكان تحليق الطائرة.
وتبلغ السرعة القصوى للطائرة 628 ميلاً أي 1010 كم في الساعة، وفق دائرة المعارف البريطانية.
ويقول الجيش الأمريكي إن سرعتها "عالية دون سرعة الصوت".
أهداف حول الكوكب
تتمكن الطائرة من الطيران لمسافة 6 آلاف ميل بحري (9600 كيلومتر) دون الحاجة إلى التزود بالوقود. وتصل سعة الوقود في الطائرة إلى 75,750 كغم (167 ألف رطل). وفق القوات الجوية الأمريكية.
ومع إعادة التزود بالوقود جواً، يمكن للقاذفة الوصول إلى أي هدف في جميع أنحاء العالم تقريباً، كما ثبت في مهمات من ميسوري إلى أفغانستان وليبيا، وفق رويترز.
تقول القوات الجوية الأمريكية إن الطائرة كانت مسؤولة عن تدمير 33 في المئة من الأهداف الصربية خلال التدخل العسكري في كوسوفو عام 1999، بحسب الجيش الأمريكي.
وخلال الحرب الأمريكية على العراق عام 2003، نفّذت 22 طلعة جوية من موقع عمليات أمامي بالإضافة إلى 27 طلعة جوية من قاعدة وايتمان الجوية، وأطلقت أكثر من 1.5 مليون رطل من الذخائر، وفق الجيش.
واستُخدمت في ليبيا عام 2011، وفي عام 2025 استُخدمت في اليمن، بحسب دوناديو.
الطائرة العسكرية الأغلى
يُمكن للقاذفة الطيران على ارتفاع 15,240 متراً (50 ألف قدم).
ويبلغ أقصى وزن للطائرة عند إقلاعها 152,634 كغم (336,500 رطل)، بما يشمل وزن الطائرة وهو 72,575 كغم (160 ألف رطل).
وتبلغ تكلفة الطائرة قرابة 2.1 مليار دولار مما يجعلها أغلى طائرة عسكرية على الإطلاق، وفق رويترز.
يشير دوناديو وهو ضابط سابق في القوات الجوية الأمريكية، إلى أن "الولايات المتحدة هي الدولة الوحيدة التي تمتلك قاذفة شبحية تعمل بكامل طاقتها".
"سنرى قريباً جداً إنتاج الطائرة الصينية (Xi'an H-20)، والطائرة الروسية (Tupolev PAK DA)، وهما قاذفتان شبحيتان تطمحان إلى التنافس مع الطائرة بي-2"، وفق دوناديو.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق