
عون يدعو للضغط على إسرائيل للانسحاب من الجنوب، والجيش سيبدأ نزع سلاح حزب الله بـ"إمكاناته المحدودة"
دعا الرئيس اللبناني جوزاف عون الولايات المتحدة إلى الضغط على إسرائيل لـ"الانسحاب من الأراضي التي تحتلها في الجنوب، ليتمكن الجيش اللبناني من استكمال انتشاره حتى الحدود الدولية".
وبحسب وكالة الأنباء اللبنانية فإن تصريحات عون، جاءت خلال لقاء عُقِدَ السبت في قصر في بيروت، بين عون وقائد القيادة الأمريكية الوسطى براد كوبر، بحضور سفيرة الولايات المتحدة لدى لبنان ليزا جونسون، ومشاركة الجنرال مايكل ليني رئيس لجنة الإشراف على وقف إطلاق النار، التي تم تشكيلها في إطار اتفاق نوفمبر/تشرين الثاني الماضي.
وبحسب الوكالة، طلب عون من المسؤول العسكري الأمريكي، تفعيل عمل اللجنة "لتأمين تنفيذ ما تم الاتفاق عليه"، مشدداً على أن ذلك "يساعد في تنفيذ القرار الذي اتخذته الحكومة اللبنانية لحصر السلاح في يد القوات المسلحة اللبنانية".
كما نقلت وكالة الأنباء اللبنانية الرسمية، عن قائد القيادة الأمريكية الوسطى قوله خلال اللقاء، إن لجنة الإشراف على وقف الأعمال العدائية، ستجتمع غداً لبحث "الوضع القائم في الجنوب، والعمل على تثبيت الاستقرار فيه، من خلال استكمال تنفيذ مضمون اتفاق نوفمبر/تشرين الثاني الماضي".
والجمعة، أعلنت الحكومة اللبنانية، أن الجيش سيبدأ بتنفيذ خطة نزع سلاح حزب الله وفق إمكاناته "المحدودة"، وذلك في ختام جلسة خصّصت لمناقشة هذه القضية الشائكة، انسحب منها الوزراء المحسوبون على الحزب وحليفته حركة أمل.
الأكثر قراءة نهاية
وقال وزير الإعلام اللبناني، بول مرقص، بعد تلاوته بيان الحكومة "الجيش اللبناني سيباشر بتنفيذ الخطة، لكن وفق الإمكانات المتاحة التي هي إمكانات لوجستية ومادية وبشرية محدودة بالنهاية".
وقرر مجلس الوزراء بحسب بيان الحكومة الإبقاء على مضمون الخطة "سرياً".
وكتب رئيس الحكومة نواف سلام، على منصة أكس: "رحبنا في مجلس الوزراء بخطة الجيش لحصر السلاح على كامل الأراضي اللبنانية وتنفيذها ضمن الإطار المقرر في جلسة 5 آب 2025".
وأضاف: "قررنا الطلب من قيادة الجيش تقديم تقرير شهري إلى مجلس الوزراء في شأن التقدّم في تنفيذ هذه الخطة".
زيارة برّاك الأخيرة إلى لبنان
وكان المبعثوت الأمريكي الخاص إلى سوريا ولبنان توماس برّاك في وقت سابق، قد ألغى زيارته إلى مديني صور والخيام في الجنوب اللبناني في ظل وقفات شعبية رافضة لزيارته. وكان من المرتقب أن يقوم براك برفقة وفد أمريكي، بزيارة إلى الجنوب اللبناني، تبدأ من ثكنة الجيش اللبناني في منطقة مرجعيون، مروراً ببلدة الخيام الحدودية مع إسرائيل، ثم مدينة صور.
لكن الزيارة قوبلت بدعوات لتجمعات شبابية ووقفات احتجاجية على الزيارة رفضاً للقرار الحكومي بنزع سلاح حزب الله.
وقال براك الثلاثاء إن لبنان سيقدم خطة في 31 أغسطس/آب لإقناع حزب الله بالتخلي عن سلاحه.
وأضاف برّاك بعد لقائه مع الرئيس اللبناني جوزاف عون في بيروت، أن إسرائيل ستقدم اقتراحاً مقابلاً عندما تتسلم الخطة اللبنانية.
وقال برّاك إن الخطة التي يعدها لبنان لن تنطوي بالضرورة على عمل عسكري لإقناع حزب الله بإلقاء سلاحه.
وأضاف المبعوث "لا يتحدث الجيش اللبناني والحكومة اللبنانية عن حرب، إنهما يتحدثان عن كيفية إقناع حزب الله بالتخلي عن تلك الأسلحة".
مرحلة "أفعال"
وقالت نائبة المبعوث مورغان أورتاغوس من بيروت الثلاثاء: "تشجعنا كلنا كثيراً بالقرار التاريخي الذي اتخذته الحكومة قبل بضعة أسابيع، لكن المرحلة الآن ليست لمجرد الأقوال، بل للأفعال".
وأضافت أورتاغوس "نحن هنا لمساعدة الحكومة اللبنانية على المضي قدماً في هذا القرار التاريخي، وللعمل مع شركائنا في إسرائيل خطوة بخطوة. لذا، مع كل خطوة ستتخذها الحكومة اللبنانية، سنشجع الحكومة الإسرائيلية على اتخاذ الخطوة نفسها".
وكان لبنان ينتظر من الوفد الأمريكي أن يحمل ردّاً إسرائيلياً على ورقة أمريكية حول جدول وآلية نزع ترسانة حزب الله، تشمل أيضاً ترتيبات أمنية عند الحدود وانسحاب إسرائيل من نقاط تتواجد فيها في جنوب لبنان.
وقال براك للصحافيين في القصر الرئاسي إن "سبب عدم تمكّنهم من الرد بشكل محدد هو أننا لم نزودهم بالتفاصيل بعد".
"لن نتخلى عنه"
واستبق حزب الله وصول الوفد إلى بيروت بتجديد رفضه تسليم سلاحه.
وقال أمينه العام نعيم قاسم، الاثنين: "فليكن معلوماً لديكم، السلاح الذي أعزّنا لن نتخلى عنه"، مضيفاً "من أراد أن ينزع هذا السلاح يعني أنه يريد أن ينزع الروح منا".
وفي وقت سابق هذا الشهر، حذر الأمين العام الحكومة اللبنانية من الدخول في مواجهة مع الحزب، قائلاً إنه "لا حياة للبنان" إذا سعت الحكومة إلى ذلك.
وتلقت الجماعة اللبنانية ضربات موجعة بسبب الحرب مع إسرائيل العام الماضي، التي قُتل فيها كثير من قيادات الجماعة ومقاتليها.
وقال قاسم إن حزب الله وحليفته حركة أمل قررا إرجاء مظاهرات ضد خطة نزع السلاح التي تدعمها الولايات المتحدة لإتاحة مجال للحوار مع الحكومة.
وحذر قاسم من أن أي احتجاجات في المستقبل قد تصل إلى السفارة الأمريكية في بيروت.
وألمحت إسرائيل إلى أنها ستقلص وجودها العسكري في جنوب لبنان إذا تحرك الجيش اللبناني لنزع سلاح جماعة حزب الله، وفقاً لبيان صادر عن مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي.
وأبقت إسرائيل قواتها في خمس مرتفعات استراتيجية في لبنان، وتواصل شنّ ضربات بشكل شبه يومي على مناطق مختلفة في لبنان مشيرة الى أنها تستهدف مستودعات أسلحة لحزب الله وقياديين فيه.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق